لوحة الفنانة رنين خالد
يا شمس
يا ذات الوجهِ المنذورِ للتأمّلِ والتجلّي والعبادة
أيتها المخلوقةُ من نورٍ
أضيئي طريقي..
يا شمس
يا وجهَ الله
يا أحسنَ تقويمٍ في العالَمِينَ
سبحانكِ
كيف تجعلينَ من قلبي أجراساً؟
وكيف تُحيلينَ لغتي تراتيلا؟
إنني لا أنطقُ عن هواكِ
لا أكفُّ عن ذكركِ
ولا يتبدّى لي في هذا الكونِ إلا وجهُكِ
إنَّ حبكِ مسعايَ، يا شمسُ،
وإن قُضِيَ الأمر..
آماليَ ضاهت سبعَ سماواتٍ
أملي بحبّكِ
أملي بقلبكِ كلِّهِ
أملي بسحبكِ من حياتكِ
وجَعْلكِ، يا شمسُ،
كلَّ حياتي..
يا غريبةَ العينين
يوجعُني جمالُكِ..
أخبريني، يا شمسُ،
والأقدارُ تحولُ بين يديَّ ووجهكِ
كيف أطفئُ هذا اللظى في الصدر؟
الحسرةُ في القلبِ
والنعيمُ في جسدك
خذيني، يا شمسُ، على صدركِ،
ليزدهرَ العمر..
يا شمسُ،
والأيام تُداوِلُ قلبي بين أسىً
وأسىً أشدُّ
تعبتُ
من الحظِّ العاثرِ
والأسئلة
والليالي الطوال
من وجهكِ، يا شمسُ،
إذ أذوبُ فيهِ
كملحٍ في ماء
من جمالكِ
من حنيني إليكِ
ورغبتي فيكِ
وخوفي -مني- عليكِ..
يا شمسُ
نحنُ حزانى أكثر مما ينبغي..
فماذا أفعل برائحتكِ العالقة في الشال؟
فيما تتسرّب إلى جسدي
من جميعِ مسامهِ
فأخِفُّ
وأعلو
ويدفعني إليكِ حنينٌ غامضٌ
أهذا وجهكِ الذي ينبعثُ من العدم
ويقولُ: تعال؟
لا حيلةَ لي في غيابكِ
أنتصرُ بها على خوفي من الغدِ
نهاري عتمةٌ، يا شمسُ،
ولياليَّ خسائرُ فادحة..
أنسحبُ الآن من كلّ شيءٍ
أنسحبُ من نفسي
من الذكرياتِ
من الجراحِ
من الأصدقاءِ
من الأماكنِ
من المعنى
أنحسبُ مما هو قادمٌ
مما مضى
أنسحبُ
وألجأُ، يا شمسُ،
إلى انتظارِك..
تعليقات
إرسال تعليق