الشعرُ مأوى المتعبينَ
قالَ بحزنِ نبيٍّ
ثمّ انبرى
في الركنِ القصيِّ
يكتبُ أنشودتهُ الأخيرةَ..
"بعد الرحيلِ
لا تأخذوا عني
ولا تلقوا اسمي
على الطرقاتِ
أو الحدائقِ
أو المباني العالية..
احرقوا ما كتبتُ
واتركوني
أذهب كاملًا
لا دربَ يدلُّ عليَّ
لا لغةً
ولا أبناء..
أحببتُ حتى لم أعد أذكرُ أسماءهنَّ
لكنهنّ تركنَ جراحهنَّ
تعاويذَ محفورةً
بأظافرَ من شبقٍ
على ظهري..
وإن الكتابةَ عبادةٌ
تضرعتُ بها إلى آلهةٍ
من بياض
أن يكونَ الوخزُ
أقلّ حدةً
والمعنى
أقلّ وضوحًا
لكن أدعيتي قصائد
لا تُستجاب..
سأصعدُ الآنَ
أو أهوي،
لا أعرفُ بالضبطِ
ما يخبئُ النورُ
في آخرِ النفقِ
لكنّني انطفأتُ
لم تعد تومضُ عينايَ
كلما ركضت غزالةٌ في البال..
هكذا أمضي إذًا
مُعبّأً بالخسائرِ
أختارُ لنفسي بضعةَ أمتارٍ
في المخيلةِ
ألمّع رخامَ القصيدةِ
وأغطّ
في
سُباتٍ
طويل.."
تعليقات
إرسال تعليق