لوحة الفنان كريم سعدون
القطاراتُ تسقطُ من جيبي إلى الهاويةِ
أثناءَ سيريَ المضطربِ أسفل نافذتك
نافذتكِ المغلقةُ أبداً،
على وجهكِ الذي من حنطةٍ ودوار
وجهكِ المتكرّرُ في المرايا
وجهكِ القاتلُ والقتيلُ
وجهكِ الدليلُ
وجهكِ الذي لا يطلُّ من النافذةِ
النافذةُ المغلقةُ أبداً..
كيف يفتحُ المدى ذراعيهِ، فتحدثُ المذبحة؟
تمرُّ الجيوشُ عن جسدي،
تمرُّ أقدامكِ، بطيئةً كظهيرةٍ
جسدي الممرُّ إلى انتصاركِ الوهميّ
لن تنتصري،
لن تنتصري،
لن تنتصري.
سيهزمكِ المجازُ،
ويغني الشعراءُ منتشينَ:
تحيا النساءُ الخاسراتُ.
يحيا الليلُ المكلّلُ بالوحدةِ والهراء.
عصفوران من ريحٍ
يعبران الريحَ مطمئنين
أسئلةٌ تمرُّ من تحت الأجنحة
كيف يفتحُ المدى ذراعيهِ، فتحدثُ المذبحة؟
تصيرُ الريحُ أبطأَ، أبطأ، أبطأ
فيما يكتملُ الموسمُ على مهلٍ
موسمُ الهجرةِ نحو سهلٍ أقلَّ خُضرةٍ في الشمالِ
لا يغوي العرباتِ السريعةَ والقذائف
الأرضُ هنا كسماءٍ سوداءَ .. سوداءَ
الأرضُ تعلو وتهبطُ
تعلو وتهبط
وتهبطُ
وتهبطُ
والجدرانُ تهوي على رؤوسِ القتلى اليافعين.
أجيبيني، ريثما أعدُّ الضحايا
كيف يفتحُ المدى ذراعيهِ، فتحدثُ المذبحة؟
ابكِ، دمعكِ الذي يضيءُ في عيونِ القتلى
يعيدهم أنيقينَ
ابكِ، ريثما أعدُّ الضحايا
ربّما وجدتُني مسجىً على وجهي بين الجثث
فأعدتِني،
شاعراً، شهد المذبحةَ فدوّنها
أو
عاشقاً أنيقاً.
كيف يفتحُ المدى ذراعيهِ، فتحدثُ المذبحة؟
في مراثي الغرباءِ عن الغرباءِ
يقولُ القتيلُ لرخامِ الضريحِ
أضئ عتمتي قليلاً
كي أرَ الله كاملاً
كي يؤنس وحدتي بالحديثِ المقدّسِ عن أخطائيَ الفادحةِ
ثمّ يغفرُ لي،
يغفرُ لي.
يغفرُ
لي..
تعليقات
إرسال تعليق