التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليل





يمضي الليلُ
ولا تغفو..

هذي الغربةُ اللعينةُ 
تُفقِدُ الإنسانَ حواسَه 
رويداً.. رويداً
كلّما طالت،
كلّما تهاوى..
كأنهُ يسقطُ عن جرفٍ 
إلى وادٍ سحيقٍ
سقوطاً لا نهائياً
ثمّة صراخٌ مكتومٌ
وجعٌ
هَوْلٌ هائلٌ
ترقبٌ 
للحظةِ الارتطامِ
لحظةِ التهشّمِ
واللاعودة..

الغربةُ وحشٌّ نَهِمٌ 
ينمو داخل الجسدِ 
على مهلٍ،
ينهشُ ويكبرُ
ينمو ويُؤلِمُ
يتضاءلُ الجسدُ
ويبرزُ الوحشُ في صورتهِ البغيضةِ
وأنتَ تذوي،
وتهشّم المرايا..
تبكي،
وتضيقُ الجدرانُ..
يحتشدُ الظلامُ حولكَ 
في مسيرٍ حاشدٍ
وتغرقُ في عتمةٍ ووحدةٍ وتشظٍ
هكذا فجأةً
تصيرُ غيركَ..
لا تراكَ 
لا تذكركَ
وتظل، على حالكَ،
ضائعًا
في ذاتك..

في الصباحِ
يتجلّى الحزنُ تحت جفنيكَ
أسودَ واضحاً
أسودَ غائراً
وتهبُّ الأسئلةُ 
حادةً كسكاكينَ 
تنغرزُ على مهلٍ 
في لحمكَ
لا تجيبُ، كعادتك
تختبئُ خلف ابتسامةٍ واهيةٍ
ثم تهربُ..

أينَ المفرُّ؟
كلٌ ما حولكَ حالكٌ 
ومرُّ
أغمض الآنَ، 
واصعد 
فأنتَ، في الموتِ
حرُّ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كأننا لم نفترق!

الأنشودةُ الأخيرة

التغريبة الفلسطينية